مجد بهجت سليمان

الاختصاص:  رجل أعمال

مجد سليمان، والده اللواء بهجت سليمان ابن خالة حافظ الأسد، والذي كان قد تخرج من الكلية الحربية وعمل في سرايا الدفاع[1]، التي كان يقودها آنذاك المجرم رفعت الأسد، والذي تولى بهجت فيها منصب مدير مكتب رفعت الأسد وأصبح ضابط أمنٍ في سرايا الدفاع.

بعد إزاحة رفعت الأسد، انتقل بهجت سليمان إلى إدارة المخابرات العامة، وترقى فيها ليصبح فيما بعد أحد أعمدة المخابرات السورية ومهندس توريث بشار الأسد الذي عينه سفيراً في الأردن قبل أن يتم طرده منها.

يمثل مجد سليمان الواجهة التجارية لوالده بهجت[2]، الذي جمع ثروات طائلة من أموال الفساد عبر جباية الأموال من كل من يريد مقابلة رفعت الأسد، وسرقة مواد البناء كالإسمنت والحديد وغيره وبيعها للتجار في السوق السوداء، والقيام بعمليات تهريب ما بين سورية ولبنان، وسرقة الأسلحة من مخازن سرايا الدفاع وبيعها للأطراف المتحاربة في الحرب الأهلية اللبنانية.

واستمر به الحال حتى بعد خروج رفعت الأسد من سورية، حيث تسلم بهجت سليمان بعد وشايته لحافظ الأسد عن مخطط رفعت الأسد[3] منصب نائب رئيس الفرع الخارجي في إدارة المخابرات العامة ولاحقاً تسلم رئاسة الفرع 300 في الإدارة ذاتها، وعمل بشكل مقرب مع باسل الأسد على تهيئة الظروف المواتية لوراثة والده، كما قام بالدور نفسه مع بشار عقب وفاة باسل، الأمر الذي مكنه من الاستمرار في فرض سيطرته على العقود والتراخيص في الوزارات والمديريات العامة التابعة للدولة.

وفي عام 1998 فرض بهجت سليمان (عبر نجله مجد) شراكة مع رجل الأعمال السوري-الفرنسي المقيم في الكويت محمد بشار كيوان صاحب جريدة الوسيط في الكويت ودول الخليج، وبدأت الشراكة الفعلية بين بشار كيوان ومجد سليمان من خلال إطلاق المجموعة المتحدة للإعلان والنشر والتي تخصصت بإصدار عدد من الصحف والمجلات الفنية والإعلانية في سورية، وعدد من الدول العربية، مثل جريدة “ليالينا”، و”بلدنا”، و”توب غير”، و”ماري كلير”، و”فورتشن”، و”الوسيلة الإعلانية”، و”كونكورد ميديا للإعلانات الطرقية”، وصحيفة “البلد” في لبنان والكويت، هذا بالإضافة لجريدة الوسيط الإعلانية التي كانت العمود الفقري للمجموعة، ونالت جميع هذه المطبوعات رخصاً للإصدار في عدد من الدول العربية والأفريقية، كما أن بعضها كان يتم التأسيس والترخيص له في أوروبا وأمريكا، حيث أصبح مجد سليمان المدير التنفيذي لمجموعة الوسيط الدولية AWA، كما تطورت الشراكة ما بين الطرفين لتشمل الاستثمار في قطاعات الاتصالات والمصارف والسياحة والعقارات.

ثم انتقل بشار كيوان ومجد سليمان إلى أعمال الوساطة والسمسرة بين شركة “رافال” الفرنسية للطائرات وبين الدول العربية الراغبة بشراء هذه الطائرات، ونجحا بعقد العديد من الصفقات وتحقيق أرباح طائلة منها. وشهدت السنوات الأخيرة، نشاطاً ملحوظاً لبشار كيوان ومجد سليمان، في جزر القمر، حيث حصلا على موافقة أجهزة الدولة هناك – بعد معارضة كبيرة من البرلمان – على بيع جنسية جزر القمر لرجال الأعمال، ممن يعانون من مشاكل في التنقل بسبب جنسياتهم، وامتد دورهما لأعمال الوساطة والسمسرة بين رجال الأعمال والحكومة في جزر القمر.

صورة تجمع مجد مع بشار كيوان

 

جدير بالذكر أن مجد سليمان قد سخر جميع الوسائل الإعلامية التي يملكها في خدمة الدعاية الإعلامية للنظام السوري منذ مارس 2011؛ كما قام بتمويل قسم من الشبيحة الذين شاركوا بشكل مباشر في قمع الشعب السوري الذي قام بحملة مقاطعة لشركة المجموعة المتحدة ومطبوعاتها.

وفي منتصف 2011 تقدم يوسف النصار، مدير تحرير جريدة البلد الكويتية السابق، ببلاغ للسلطات الكويتية، يتهم فيه بشار كيوان، وشريكه مجد سليمان، بالقيام بعمليات غسل أموال في الكويت وأفريقيا وعدد من الدول الأخرى، بالإضافة إلى تجارة الجنس والمخدرات والتجسس لصالح النظام السوري في الكويت. وقدّم النصار إثباتات تؤكد أن شركة الوسيط الإعلانية وأغلب الشركات الإعلانية التابعة للمجموعة المتحدة للنشر هي خاسرة، وبمبالغ كبيرة، بحيث بلغت الخسائر في إحدى الشركات في الكويت نحو 25 ألف دينار كويتي يومياً.

وأثارت هذه الاتهامات الرأي العام الكويتي الذي تحرك عبر وسائل الإعلام ومجلس الأمة الكويتي لمهاجمة بشار كيوان وشريكه مجد سليمان واتهامهما بالتجسس لصالح المخابرات السورية، ما أدى إلى الحد من نشاطهما التجاري في الكويت[4].

ويعتبر بهجت سليمان المستفيد الأول من نشاط ابنه مجد في عمليات غسيل الأموال لصالح النظام السوري على المستوى العالمي وعبر شركاء عالميين، بحيث أصبح مدراء مكتب بهجت سليمان ومرافقته من أصحاب الملايين، وذلك بالاعتماد على ملايين الدولارات التي وفرها بهجت لابنيه مجد وحيدرة تحت أعين السلطة ورعايتها[5].

[1] سرايا الدفاع: احدى تشكيلات النظام الطائفية والتي ارتكبت أبشع المجازر في ثمانينيات القرن الماضي، ولاحقاً بعد خروج رفعت الأسد من سورية تمت إعادة تسميتها باسم الفرقة الرابعة والتي يقودها اللواء ماهر الأسد شقيق بشار الأسد، ارتكبت الفرقة الرابعة مجازر كثيرة بحق أبناء الشعب السوري على امتداد سورية منذ بدء الثورة السورية عام 2011 وحتى الوقت الحالي.

[2] هذا الملف باسم مجد سليمان وربما يتضمن معلومات كثيرة عن والده بهجت سليمان كونه ليس سوى واجهة تجارية لوالده.

[3] بحسب تحقيق خاص لزمان الوصل: https://www.zamanalwsl.net/news/article/64038/

[4] مجد سليمان. “صبي” المخابرات، والمليونير “الأهبل” – اقتصاد مال وأعمال السوريين: https://www.eqtsad.net/news/article/16270/

[5] حيدرة بهجت سليمان: يشغل منصب رئيس التحرير والمدير  التنفيذي لشبكة بلدنا نيوز الإعلامية التابعة لشركة المجموعة المتحدة.